ثم يقول عليه السلام: ((وعمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك)) لأنه لا يرى للحياة قيمة، ولا يرى لنفسه قيمة، لا يرى لعمره قيمة، بل يرى عمره وبالاً عليه، ويرى عمره خسارة، عمرني ما دام عمري بذلة في طاعتك، هنا تطلب من الله أن يطيل عمرك ليكون بذلة في طاعة الله، وفيما إذا كان عمرك بذلة في طاعته أي: عملاً في طاعة الله، وحرصاً على كسب رضاه. ((فإذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليّ أو يستحكم غضبك علي)) وما أكثر الناس الذين يحرصون على الحياة، وهم يبتعدون عن أن تكون أعمارهم بذلة في طاعة الله! إنهم ماذا؟ إنهم يحرصون على أعمار أن تطول وهي كلها خسارة، وكل يوم في حياتهم خسارة عليهم. لأن أعمارهم هي مرتع للشيطان، الشيطان يرتع: يرعى داخلهم بضلاله وإضلاله، وصرفه إياهم عن طاعة الله، وعما فيه رضاه.
اقراء المزيد